من هو أبو بكر الصديق

بسم الله الرحمن الرحيم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة 


من هو سيدنا أبو بكر الصديق (رضي الله عنة)

هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب سمّاه الرسول "محمد صل الله عليه وسلم" بعبد الله بعد أن كان يسمّى بالجاهلية عبد الكعبة ويلتقي نسب أبو بكر رضي الله عنه مع "محمد صل الله عليه وسلم" في الجد السادس مرّة بن كعب كان يلقّب في الجاهلية بالصدّيق وقد كان من وُجهاء قريش وأحد أشرافهم كما كان موكّلاً بالدِيات وقد ناداه الرسول "صل الله عليه وسلم" بهذا اللقب لكثرة تصديقه إيّاه فقد كان أوّل من صدّق النبي في حادثة الإسراء والمعراج ومن ألقابه أيضًا العتيق فقد لقّبه الرسول "محمد صل الله عليه وسلم" بالعتيق لأنه كان حسن الوجه جميل

نشأته 

وُلد الصدّيق رضي الله عنه في مكة المكرمة أم القرى في السنة الثالثة من ولادة الرسول "محمد صل الله عليه وسلم" وذلك بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر وقد نشأ "رضي الله عنه" وترعرع في موطن سيدنا "محمد صل الله عليه وسلم" بمكة المكرمة في بيت والده وكان عزيزاً متواضعاً ذا مكانةٍ في قومه بني تيم وهو من شرفاء مكة كانت البيئة حوله مليئةً بالفساد ولكنّه كان سليم الفطرة عفيفاً لم يتأثّر ببيئة المنكرات فكان ذو بصيرةٍ مُدركاً أن الخمر تُذهب العقل وتخدش المروءة فما شربها في الجاهلية ولم يسجد لصنمٍ قط فقد رأى أن ذلك يخلّ بالفطرة السليمة ولم يقتل الأولاد خوفًا من الفقر وكان "رضي الله عنه" يتجنّب مجالس قومه ولهوهم وإثمهم فلم يجتمع معهم إلا في الأخلاق الحميدة والفضائل

زوجاته وأولاده

تزوّج "رضي الله عنه" قبل الاسلام وبعده أربع زوجات وأنجب منهّن ستة أولاد فيما يأتي ذكرهم تزوّج من قتيلة بنت عبد العزى وأنجبت له "أسماء وعبد الله رضي الله عنهم" وقد طلّقها قبل الاسلام تزوّج من أم رومان بنت عامر بنت عويمر وأنجبت له "عبد الرحمن وعائشة رضي الله عنهم" وأسلمت في عهد الرسول "صل الله عليه وسلم" و تزوج من أسماء بنت عميس وذلك بعد استشهاد زوجها جعفر بن أبي طالب "رضي الله عنه" وأنجبت له محمد "رضي الله عنه" وكانت من المهاجرات وأسلمت "رضي الله عنها" تزوّج من حبيبة بنت خارجة بنت زيد الخزرجية وأنجبت له أم كلثوم بعد وفاته

صفاته  

الصفات الخَلقيَّة كان الصديق "رضي الله عنه" جميل الخِلقة وقد وصَفته ابنته عائشة "رضي الله عنها" قائلة "رجلٌ أبيض نحيف خفيف العارضين أجنأ أي منحني الظهر معروق الوجه أي قليل لحم الوجه غائر العينين
الصفات الخُلُقيَّة بالرغم من مكانة الصديق "رضي الله عنه" وقربه من الرسول "صل الله عليه وسلم" إلّا أنّه كان متواضعاً متأثّراً بأخلاق الرسول "صل الله عليه وسلم" ويتّصف بالأخلاق الكريمة المحبّبة لطبائع البشر وقد كان لطيفاً رقيقاً رفيقاً رحيماً بالضعفاء والمساكين فقد قال الرسول "صل الله عليه وسلم"عنه(( أرحمُ أُمَّتي بِأُمَّتي أبو بكرٍ)) فكان القوم يحبّون مجالسته لحسن معاشرته لهم وحسن منطقه ورزانة عقله عُرف بلينه وكرمه وسخائه كان صدقه يدلّ عليه فما شهد القوم عليه كذبًا قط وكان رجلاً وقوراً ذا عزّة عظيم الحياء كثير الحلم اجتمعت فيه "رضي الله عنه" أفضل الأخلاق وأرفعها

شجاعته

كان أبو بكر الصديق "رضي الله عنه" من أشجع الصحابة فقد كان ثابت القلب قوي اليد و له من التضحيات ودفاعه عن رسول الله "صل الله عليه وسلم" ورسالته ما يثبت ذلك ومن ذلك ما رُوي عن عبد الله بن عمرو "رضي الله عنه" قال ((سَأَلْتُ ابْنَ عَمْرِو بنِ العَاصِ أخْبِرْنِي بأَشَدِّ شيءٍ صَنَعَهُ المُشْرِكُونَ بالنبيِّ "صل الله عليه وسلم" قالَ بيْنَا النبيُّ "صل الله عليه وسلم" يُصَلِّي في حِجْرِ الكَعْبَةِ إذْ أقْبَلَ عُقْبَةُ بنُ أبِي مُعَيْطٍ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ في عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا فأقْبَلَ أبو بَكْرٍ "رضي الله عنه" حتَّى أخَذَ بمَنْكِبِهِ ودَفَعَهُ عَنِ النبيِّ "صل الله عليه وسلم" قالَ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ))

إسلامه

كان الصّديق "رضي الله عنه" تاجراً معروفاً في قريش ذا علمٍ وعقلٍ مرشداً لقومه محبوباً بينهم جميل المجالسة وكان"رضي الله عنه" صديق رسول الله "صل الله عليه وسلم" في طفولته وشبابه قبل الإسلام وبقي على ذلك بعده وعندما نزل الوحي على سيدنا محمد "صل الله عليه وسلم" كان الصديق أوّل من علم بذلك فقد أخبره "صل الله عليه وسلم" عن الوحي والإيمان بالله وتوحيده فما كان منه "رضي الله عنه" إلا أن قال ((صدقت)) فما شهد على رسول الله "صل الله عليه وسلم" كذباّ منذ طفولته فأسلم "رضي الله عنه" خاضعاً مستسلماً "لله تعالى" وكان أوّل من أسلم من الرجال "رضي الله عنه"

فضائله

إن من فضائله "رضي الله عنه" أن الأمة اجتمعت على صحّة خلافته فهذا فضلٌ عظيم وكان الصديق "رضي الله عنه" رفيق الرسول "صل الله عليه وسلم" وصاحبه الأحب إليه والصديق "رضي الله عنه" من أوائل من دعا إلى الإسلام من الصحابة وأسلم على يده عددٌ كبيرٌ من الصحابة منهم عثمان بن عفان و الزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله وعثمان بن مظعون وأبو عبيدة وعبد الرحمن وأبو سلمة وخالد بن سعيد "رضوان الله عليهم جميعاً" وقد ذكره الله "عز وجل" في كتابه الكريم فقال تعالى ( إِذ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّـهَ مَعَنا) وكانت معيّة الله "سبحانه وتعالي" تحفّه هو ورسوله في حادثة الهجرة وكان من أتقى الناس وأعلمهم بالكتاب والسنة وتميَّزأهل بيته بإسلامهم وخدمتهم للإسلام وكان "رضي الله عنه" أول من يوافق النبي بالشورى ووحده من كان يفتي بحضرة النبي "صل الله عليه وسلم" ومدحه النبي وأثنى عليه لتقديمه جميع أمواله للدعوة وكان يُقدّم إماماً للصلاة في حضرة النبي وفي السنة التاسعة للهجرة كان أميرًا للناس في الحج ووصّى النبي بعدم إغلاق باب الصديق "رضي الله عنه" الذي في المسجد النبوي قال الرسول "صل الله عليه وسلم" ((لا يَبْقَيَنَّ في المَسْجِدِ بَابٌ إلَّا سُدَّ إلَّا بَابُ أبِي بَكْرٍ)) ولقد وصّى "صل الله عليه وسلم" الناس إذا استشكل عليهم أمراً أن يستعينوا بالصديق "رضي الله عنه" من بعده وكانوا يأتونه بالمواقف الصعبة وعندما أقبلت الوفاة على النبي "صل الله عليه وسلم" أمر باستدعائه "رضي الله عنه" لكتابة عهدٍ يتضمّن حقّه في الخلافه وكان"صل الله عليه وسلم"أشجع الناس وأصبرهم في حادثة وفاة النبي "صل الله عليه وسلم" فوقف و خطب بالناس وصبَّرهم رغم شدّة حزنه

تولّيه الخلافه

كان أبو بكر الصديق "رضي الله عنه" أوّل الخلفاء الراشدين فقد بويع "رضي الله عنه" للخلافة في يوم وفاة رسول الله "صل الله عليه وسلم" في السنة الحادية عشرة للهجرة فقد اجتمع الصحابة "رضوان الله عليهم" على أحقّية خلافة الصديق "رضي الله عنه" ولا تجتمع الأمة على ضلالة وسمّي خليفة رسول الله وقد كان الرسول "صل الله عليه وسلم" يُقدّم الصديق إماماً للصلاة دون غيره من الصحابة وذلك لفضله و مكانته في الدعوة وقد كانت مدة خلافته سنتين وثلاث شهور وهي مدةٌ قصيرةٌ لكنّها كانت فترة مهمة وعظيمة للدعوة ونشرها

وفاته

تروي أم المؤمنين عائشة "رضي الله عنها" أن الصدّيق "رضي الله عنه" مات متأثّراً بمرضه بعدما اغتسل في ليلةٍ شديدة البرد فأصيب على إثرها بالحمّى ولم يستطع أن يخرج للصلاة خمسة عشر يوماً وقد أوصى عمر بن الخطاب "رضي الله عنه"بإمامة الناس لصلاة الجماعة نيابةً عنه إلى أن توفي في ليلة الثلاثاء الثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة للهجرة الموافق الثالث والعشرين من شهر آب من عام ستمئة وأربعة وثلاثين ميلادية وكان عمره ثلاثاً وستين عاماً كما كان عمر الرسول "صل الله عليه وسلم" حين توفّي وأوصى "رضي الله عنه" زوجته أسماء وابنه عبد الرحمن "رضي الله عنهم" بغسله وصلّى بالناس صلاة الجنازة عليه عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" وحُمل "رضي الله عنه" على الخشبة التي حُمل عليها الرسول "صل الله عليه وسلم" وأوصى عائشة "رضي الله عنها" أن يُدفن بجانب قبر الرسول "صل الله عليه وسلم" فنفّذت ابنته أم المؤمنين وزوجة النبي "صل الله عليه وسلم" وصيّته ودُفن بجانب صاحبه "صل الله عليه وسلم"

إرسال تعليق

يجب التعليق في إطار الإحترام والأدب لايجوز السب نهائيا أو التعدي علي اي شخص بسبب دين أو عرق أو أي شيئ يقلل من شأن الزائرين والأعضاء ...

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))

أحدث أقدم

نموذج الاتصال