ما هي الرقيه الشرعيه الصحيحه

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة 

لكي نبتعد كل البعد عن ما يغضب الحق عزوجل نتعلم ماهو صحيح ونجتنب كل ما يخالف ديننا الحنيف ونتمسك بما أنزل من كلام الله عزوجل وهو القرآن الكريم لا غيره وهدي رسولنا وقدوتنا وحبيبنا محمد أبن عبد الله صل الله عليه وآله وصحبه والتابعين وسلم تسليما كثيرا

ما هي الرقيه وكيفيتها في الإسلام ؟؟

تمهيد لشروط الرقية وأحكامها :-

انه في عصر اختلطت فيه الأمور بين الحق و الباطل و غلب فيه الباطل عـلى الحق والشر على الخير و خاصة أننا نتحدث عن أمر أختلط فيه الحابل بالنابل وحيث أن الرقية الشرعية تعتبر من هذا التشريع الذي سنه لنا رسول الله صل الله عليه و سلم فكان لزاما علينا أن نأصل هذا النوع من أنواع الفقه في 
الرقيـة الشرعية و لا ندعى الكمال و لا كمال العلم و لكن هو عطاء المقل واجتهاد من طالب علم سائلين الله أن يسدد خطانا و يعلمنا ما جهلنا و أن يفقهنا في ديننا ولما أصبحت الرقية الشرعية منتشرة انتشارا عظيما على مستوى العالم الأسلامي بل العالم اجمع و حيث انه اصبح كثير من المعالجين و المتحدثين يدلى بدلوه دون الرجوع الى الأصل في كثير من الأحيان وعندنا الأصل كتاب الله و سنـة نبيه محمد صل الله عليه و سلم من هذا المنطلق أحببنا أن نوصل الى أحبتنـا وأخواننا فى الأسلام ما كتبه أهل العلم وما أصله السلف الصالح الذي فيه قدوتنـا النبي محمد صل الله عليه و سلم و ما اخبرنا به عن الله ليقودنا جميعا الـى الله وعندما نتمعن الرقى في هذا الزمان و في غيره من الأزمنة وما أدخل فيها وما أضيف اليها نجد أن كثيرا من الأمور لم تكن في عهد النبي صل الله عليـه وسلم و لا في عهد الصحابة رضوان الله عليهم و لا في عهد التابعين من بعدهم لذا قسمنا الرقى الى ثلاثة أقسام


القسم الأول رقيه شرعية :-

و هي أن تكون بكلام الله أو بكلام رسول الله صل الله عليه وسلم الثابت عنه في كتب الصحاح من أبواب الاستشفاء و الأدعية النبويـة التي تتعلق بالاستشفاء و أن تكون هذه الرقية باللغة العربية الواضحة المسموعة و ذلك تفريقا لما يفعله السحرة و المشعوذون و الدجالون من تمتمات لا تفهم و لا تفقه و أن تكون الرقى ليست مختلطة بشرك أو كفر أو ابتداع فكل ما عدا هذه الأمور مباح بدليل ما رواه الأمام مسلم في صحيحه عن عوف بن مالك الأشجعي قال " كنا نرقى في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلـك؟ فقال: اعرضوا على رقاكم لا بأس في الرقى ما لم يكن فيه شرك" رواه مسلم

القسم الثاني الرقي الشركية :-

وهذا النوع من الرقية منافيا تماما للشرع لأنه الشرك الأكبر والمخرج من الملة حيث أنها تتم بالاستعانة والاستغاثـة بغير الله وهو يجـرح جنـاب التـوحيـد وهو المحبط للعمل (لأن أشركت ليحبطن عملك) وهذا النوع مـن الرقـي التي وصفها النبي صلي الله عليه وسلم بأنها من الشرك والتي قال عنها عبد الله بن مسعود رضي الله عنه" كان مـما حفظنا عـن النبي صل الله عليه وسلم أن الرقي والتمائم والتولة من الشرك" رواه الحاكم كـذا الـذي يعتقد ويعتمد على الرقية اعتمـادا كليا ويظن أنها نافعة ومؤثرة بذاتها لا بقدرة الله وهذا فيه خلل في الاعتقاد والعياذ بالله بل يجب الاعتقاد بأن كل شي انما يكون باذن الله وعدم الاعتماد علي التمائم والخرز وغيرها ممـا يجعل القلـب يتعلق بغـير الله وقد بين خليل الرحمن نبـي الله ابراهيم عليـه السلام عندما حاج قومه قال عز وجل (واتل عليهم نبأ ابراهيم اذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون قالـوا نعبد أصناما فنضل لها عاكفين* قال هل يسمعونكم اذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا ابائنا كذلك يفعلون * قال أفر أيتـم ما كـنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين* الذي خلقني فهـو يهدين* والذي هو يطعمني ويسقين* واذا مرضت فهو يشفين*) لذلك فان الله عزجاهه وعظم شأنه وتقدست أسماؤه هو الذي يملك الشفاء ولا غيره يملك ذلك لذا فلننظر الى الهادي البشير والسراج المنير عليه افضل الصلوات وهو يعلمنا هـذاالدرس العملي والذي يصفه لنا حب رسول الله صل الله عليه وسلم أنس بن مالك رضي الله عنـه  وعن عبدالعزيز قال دخلت أنا وثابتٌ على أنس بن مالك فقال ثابت يا أبا حمزة اشتكيتُ فقال أنسٌ ألا أَرقيك برُقية رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ؟ قال بلى قال (( اللهم ربَّ الناس مذهب البأس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت شفاءً لا يغادر سقمًا )) أخرجه البخاري كل هذا يريد صل الله عليه و سلم أن يجنبنا أن نقع فـي الشـرك فكيف به لو انه عاش زماننا هذا والذي كثر فيه الذين يقرؤون الكف ويقرؤون الفنجان ويقرؤون الحظ الذي لا تخلو منه مجلة تحت مسمى الابراج و الضرب في الرمل وقراءة الودع والاستعانة بالجن المسلم كـما يدعي البعض و التبرك بمـن في القبور وسؤالهم وطلب المدد منهم والذبح لغير الله لم يعش صل الله عليه وسلم كل هـذا فـي زماننا ولكن حذرنا أن نرجم أو نتكلم بالغيب وحذرنا أن نذهـب الى العـرافين والكهنة ومن يعمل عملهم من السحرة والمشعوذين وغيرهم ممن يكذب لأن أعمال هؤلاء جميعا مبنية على الكذب وقد قال صل الله عليه وسلم
فقد روى مسلم في صحيحه هذا الحديث بلفظ من "أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة" وقد رواه أحمد بلفظ "من أتى عرافاً فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوماً" وقد صححه الأرناؤوط وثبت أخطر من هذا في حديث المسند" من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد"وقد صححه الألباني والأرناؤوط لذا فان كل من أتى هؤلاء فقد صدقهم بما يقولون

القسم الثالث الرقية البدعية:-

هي كل ما أضيف من رقى يعمل بها المشعوذون أو من كتبهم وان لـم يكـن بها شيء مـن الشرك أو الكفر لكن اعتاد هؤلاء القوم على استخدامها حتى لا يظـن الناس أنها من الرقي الشرعية حيث أنها لم تكن علي منهج رسول الله صل الله عليه وسلم وما لم يثبت عن النبي فانه يدخل في الاحداث وعن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صل الله عليه وسلم "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " متفق عليه وفي رواية لمسلم " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" كما أخبر بذلك النبي صل الله عليـه وسلم والمثـال علـى ذلك أن بعض الناس يقول اذا كان عندك شيء من الحسد مثلا فقـرأ أيـة الكـرسي 70 مرة في ضوء القمر ليلة كذا وكذا والمقصود هنـا قراءة الكرسي ولكن كون أن هذه الصفة و الصيغة لم ترد بنص شرعـي لـذلك اصبحت بدعةوكذلك كل آية أو قراءة وردت بعدد معين من قبل النبي صل الله عليه وسلم يكون الأمر في ذلك توقيفيا لاينبغي الزيادة أو النقصان وكلا الحالتين فيها استدراك علي الرسول وهو عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عـن الهوى فما ذ كره سبعا نذكره سبعا وما ذكره ثلاثا نذكره ثلاثا كل ذلك حتى نكون متبعين لا مبتدعين
 
والله من وراء القصد

إرسال تعليق

يجب التعليق في إطار الإحترام والأدب لايجوز السب نهائيا أو التعدي علي اي شخص بسبب دين أو عرق أو أي شيئ يقلل من شأن الزائرين والأعضاء ...

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))

أحدث أقدم

نموذج الاتصال