من بدايات الشرك بالله


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على اله و صحبه و من والاه
اما بعد
التحذير من تنجيم الصحف والفضائيات
لأنه من علم التنجيم المحرم المعدود من علم السحر
زوايا الأبراج المنشورة في الصحف والفضائيات خرافات والعمل بها محرم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
صدر عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بيان بينت فيه تحريم علم التنجيم بإجماع علماء الشريعة 
وقالت اللجنة في بيانها لقد دأبت بعض الصحف والمجلات على تخصيص زاوية منها تنشر شيئا من علم التنجيم المحرم يكتب بعناوين جذابة تخدع من لا علم عنده بتحريم أنواع التنجيم من هذه العناوين ( أنت والنجوم أو أبراج القراء أو ألوان الحظ أو حظك هذا الأسبوع أو الفلك بين يديك أو حديث الأبراج أو أورسكوب وهكذا ) وتكتب هذه الزوايا بعدة طرق منها ما يكتب بطريقة الأبراج ( برج الحمل برج الثور برج الجوزاء برج السرطان وهكذا ) ومنها ما يكتب بطريقة الأشهر حيث توضع جداول شهر كذا وشهر كذا وما يوجد في كل شهر من النحس والسعد ومنها ما يكتب بطريقة السنوات إذا كنت من مواليد سنة كذا فسنتك الجديدة سنة خير أو شؤم 
وأضاف البيان يقول إنه من مزيد التضليل أن تنسب هذه المعلومات إلى إحدى الشخصيات فيقال يعدها هذا الأسبوع الفلكي الدكتور فلان ونحو ذلك كما دأبت بعض القنوات الفضائية على بث برامج التنجيم وقراءة الفنجال واستقطبت بعض المشاهدين والمشاهدات ممن يهمهم البحث عن المستقبل وربما تابعوا ذلك من أجل التسلية وحيث إن هذا كله من علم التنجيم المحرم المعدود من علم السحر لحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صل الله عليه وسلم قال (من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد) رواه أبو داود وابن ماجه بإسناد صحيح وفي رواية (من اقتبس شعبة من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد) 
ومضى البيان يقول ولأنه قائم على ادعاء علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله قال تعالى (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون) وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوي (35 / 178 ـ 179 ) وابن قيم الجوزية في مفتاح السعادة ( 3 / 29 ) أنه لما أراد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه أن يسافر لقتال الخوارج عرض له منجم فقال يا أمير المؤمنين لا تسافر فإن القمر في العقرب فإنك إن سافرت والقمر في العقرب هزم أصحابك فقال علي رضي الله عنه وأرضاه بل نسافر ثقة بالله وتوكلا على الله وتكذيبا لك فسافر علي رضي الله عنه وأرضاه بجيشه وكان النصر حليفة وظهر كذب المنجم 
وأفاد البيان أن مما هو معلوم من مسائل التوحيد أن اعتقاد أن النجم الفلاني أو البرج الفلاني هو سبب سعد فلان أو سبب نحسه من خرافات أهل الجاهلية الذين ينسبون تدبير بعض أمور الكون إلى غير الله تعالى وذلك من شرك الربوبية وقد ينتج عنه تعلق الإنسان بالنجم أو البرج فيعمل له نوعا من العبادة فيقع في شرك الألوهية
وقال البيان كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوي (35/ 172) أنه اجتمع مع رؤساء المنجمين بدمشق وأنه بين لهم فساد صناعتهم بالأدلة العقلية التي يعترفون هم بصحتها وقد اعترف عنده أحد رؤسائهم بأنهم يكذبون مئة كذبة حتى يصدقوا في كلمة واحدة وقال رحمة الله تعالى في مجموع الفتاوي ( 35 / 177 ) [ إن اعتقاد المعتقد أن نجما من النجوم السبعة هو المتولي لسعده ونحسه اعتقاد فاسد وإن اعتقد هذا المعتقد أن النجم هو الذي يدبر له أموره فهو كافر بالله تعالى
ومضى البيان يقول وقد أجمع علماء الشريعة ومنهم فقهاء المذاهب الأربعة على تحريم التنجيم قال العيني الحنفي في عمدة القاري الكهانة هي إخبار بما يكون في أقطار الأرض إما من جهة التنجيم أو العرافة والكاهن يطلق على العراف والمنجم 
وأضاف يقول وفي حاشية العدوى المالكي المنع من هذا العمل وذكر أن ما يدعيه المنجمون من الأحوال الغيبية المستنتجة من مقدمات معلومة هي الكواكب من جهة حركاتها ومكانها وزمانها وما يحدث من التأثيرات في العالم فشيء لا يساوي استماعه وقال النووي في المجموع ( 9 / 240 ) كتب التنجيم والشعبذة وغيرها من العلوم الباطلة المحرمة فبيعها باطل لأنه ليس فيها منفعة مباحة حيث عد ابن حجر الهيتمي الشافعي التنجيم من كبائر الذنوب
ومضى إلى القول أن اللجنة حين تبين تحريم هذا العمل تذكر عموم المسلمين وتخص الصحفيين والإعلاميين بأن واجب الكلمة يحتم عليهم النصح لله ولرسوله صل الله عليه وسلم ولأئمة المسلمين وعامتهم وإن من النصح نشر الخير ووسائله ومكافحة الشر ووسائله كما تذكرهم بحديث أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال ان رسول الله صل عليه وسلم قال (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كأن عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا) رواه مسلم في صحيحه 
ودعت اللجنة في ختام بيانها أن يوفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح ويبعدهم عن الشرك ووسائله
يذكر أن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء يرأسها سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء وعضوية أصحاب الفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان والشيخ عبد الله بن محمد بن خنين والشيخ عبد الله بن محمد المطلق والشيخ أحمد بن علي سير المباركي والشيخ محمد بن حسن آل الشيخ والشيخ سعد بن ناصر الشثري
وقد قال النبي صل الله عليه وسلم 
قد روى مسلم في صحيحه هذا الحديث بلفظ من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة
وقد رواه أحمد بلفظ من أتى عرافاً فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوماً وقد صححه الأرناؤوط
وثبت أخطر من هذا في حديث المسند من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد وقد صححه الألباني والأرناؤوط
دليل صحة الحديث من هنا
ذكر أن في الحديث من أتى كاهنًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما
فهل يترك الصلاة أربعين يوما أم يصلي وتكون دون أجر؟ 
جما يجوز للإنسان أن يترك الصلاة عليه أن يصلي لكن الوعيد من باب الوعيد ظاهر النص أن لا يثاب على صلاته أربعين يوما لكن صلاته مجزئة لا بد من الصلاة يجب عليه أن يصلي لا أحد يقول إنه لا يصلي يزيد الطين بلة بل يؤمر بالتوبة والندم على ما مضى والاستغفار وعدم الذهاب إلى الكهان ويصلي ويتوب فمن تاب تاب الله عليه أما أن يترك الصلاة هذا جهل عظيم يصلي ويتوب إلى الله ويندم على ما مضى ويعزم عزمًا جازمًا على أن لا يأتي الكهان ولا يسألهم

قراءة الفنجان
وقراءة الكف والأبراج

مجموع فتاوى لمعالي الشيخ الدكتور/ صالح بن فوزان الفوزان
عضو اللجنة الدائمة وعضو هيئة كبار العلماء
السؤال ما حكم الخط في الرمل أو قراءة الفنجان أو قراءة الكف؟
الجواب لا شك أن هذه الخرافات والأوهام الجاهلية والأعمال الشركية كلها من أعمال الشيطان وكلها من طرق الشرك وأعمال الشرك لا يجوز للمسلم الذي يؤمن بالله واليوم الآخر أن يذهب إلى هؤلاء ولا أن يصدِّقهم‏‏
قال صل الله عليه وسلم " من أتى كاهِنًا أو عرَّافًا فصدَّقهُ بما يقول؛ فقد كفر بما أُنزل على محمد صل الله عليه وسلم "
‏[ ‏رواه الإمام أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏( 2/429‏)‏ من حديث أبي هريرة والحسن رضي الله عنهما ورواه الحاكم في ‏"‏مستدركه‏"‏ ‏(‏1/8‏)‏ من حديث أبي هريرة ورواه البيهقي في ‏"‏السنن الكبرى‏"‏ ‏(‏8/135‏)‏ من حديث أبي هريرة‏]‏
فلا يجوز الذهاب إليهم؛ ولا سؤالهم ولا تصديقهم‏‏ وعلى المؤمن أن يعتمد على الله وأن يتوكل على الله وأن يرتبط بالله سبحانه وتعالى وأن يحذر مما يفسد دينه أو يخلخل عقيدته أو يضله عن الصراط المستقيم‏‏
[ مجموعة رسائل دعوية ومنهجية للشيخ صالح بن فوزان الفوزان ص 470 ]
السؤال بعض الناس يقومون بقراءة فنجان القهوة ويخبرون صاحبه عن أمور في المستقبل فهل هذا من السحر وسائره؟
الجواب هذا من الكهانة قراءة الفنجان وقراءة الكف ومعرفة النحس وما أشبه ذلك كل هذا من الكهانة هؤلاء الآدميون الذين يعملون الأعمال ما عندهم إستطاعة لكن الشياطين هي التي تخبرهم وتخدمهم من أجل أن يكفروا بالله عز وجل فهذا من الكهانة وهم لم يخبروا بهذا من عند أنفسهم ولا بسبب صلاحهم وإنما أخبروا به بسبب تقربهم إلى الشياطين طاعتهم للشياطين فخدمتهم قال تعالى ( هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزلوا على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون )؛ فهؤلاء عملاء للشياطين الذين يقرؤن الكف أو الفنجان أو ما أشبه ذلك فهؤلاء من عملاء الشياطين
ومن خدم الشياطين وهم كفرة يستعينون بالشياطين فلا يصدقون ولا يجوز أن يسألوا عن شي ولا يجوز للمسلم الذي يؤمن بالله واليوم الآخر أن يذهب إليهم ولا أن يصدقهم ولا أن يسألهم ويجب على المسلمين أن يقضوا على هؤلاء ويطهروا المجتمع منهم ويجب أن تكذب أخبارهم وتدحض حجتهم لا يمكن أنه يخبر عن أشياء غائبة وهو ما يستخدم الشياطين من رأسه لا رأسه مافيه شي رأسه مثل روسنا ما في شيء
ما في شك انه كافر الذي يستخدم الفنجان والكف وما أشبه ذلك ويقول يخبر عن الغيب هذا كافر بلا شك من أدعى علم الغيب فهو كافر هذا من نواقض الإسلام من أدعى شيئا من علم الغيب فهو كافر لكن أعلموا انه لن يخبر بهذا من ذات نفسه وإنما أخبر به بسبب عملائه من الجن والشياطين أنتم لا ترونهم لكن هو تعامل معهم
السؤال ما رأيكم في قراءة الفنجان وقراءة الكف وما يسمى بالأبراج التي تنشر في الجرائد‏؟‏
الجواب كل هذه من الكهانة والشعوذة قراءة الفنجان والكف والأبراج التي تنشر في الجرائد كلها من ادعاء علم الغيب فهي كهانة والكهانة نوع من السحر كلها أعمال باطلة‏‏ الكهانة والسحر والعيافة وطرق الحصى وضرب الودع ونثر الودع كلها من أنواع الباطل وادعاء علم الغيب والتدجيل على الناس لإفساد عقائدهم‏
حكم الاعتماد على الأبراج في معرفة صفات الأشخاص
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعـد
فالقول بجواز أخذ الصفات المبنية على تاريخ مولد كل إنسان بتحديد البرج الذي ينتمي إليه قول بلا علم ومن الأقوال الخاطئة فهذه الصفات المأخوذة من الأبراج متفرعة عن علم التنجيم وهو نوع من الكهانة المحرمة التي فيها ادعاء لعلم الغيب والقول على الله بغير علم وليست مبنية على علم أو عادة أو استقراء حتى يقال بجوازها وعليه فلا يجوز النظر فيها أو تصديقها
جاء في كلام اللجنة العلمية للإفتاء في السعودية (أبراج الحظ) يحرم نشرها والنظر فيها وترويجها بين الناس ولا يجوز تصديقهم بل هو من شعب الكفر والقدح في التوحيد والواجب الحذر من ذلك والتواصي بتركه والاعتماد على الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه في كل الأمورانتهى من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
وقال الشيخ عطية صقر رحمه الله من كبار علماء الأزهر عن هذه الأبراج وما ينشر فيهاوقد حذر النبي صل الله عليه وسلم من التصديق والتشجيع لهذه الوسائل الكاذبة لمعرفة المستقبل
وتقدم الكلام كثيرا عن ذلك في عنوان "علم الغيب "
وفى الحديث الذي رواه مسلم من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تُقبل له صلاة أربعين يوما
والعراف كما قال البغوي هو الذي يدَّعي معرفة الأمور بمقدمات وأسباب يستدل بها على مواقعها وقيل هو الكاهن الذي يخبر عن بعض المضمرات فيصيب بعضها ويخطئ أكثرها ويزعم أن الجن تخبره بذلك
وقد جاء في الكاهن حديث من أتى كاهنا فصدقه بما قال فقد كفر بما أُنزل على محمد رواه البزار بإسناد جيد قوي
والذي أنزل على محمد صل الله عليه وسلم هو حصر علم الغيب في الله تعالى
وما ينشر في الصحف من الطوالع وحظوظ أصحابها يطلق عليه اسم التنجيم وجاء فيه حديث أبى داود وابن ماجه وغيرهما من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد
قال الحافظ والمنهي عنه من علم النجوم ما يدعيه أهلها من معرفة الحوادث الآتية في مستقبل الزمن كمجيء المطر وهبوب الريح وتغير الأسعار ونحو ذلك ويزعمون أنهم يدركون ذلك بسير الكواكب واقترانها وافتراقها وظهورها في بعض الأزمان وهذا علم استأثر الله به لا يعلمه أحد غيره فأما ما يدرك من طريق المشاهدة من علم النجوم والذي يعرف به الزوال وجهة القبلة وكم مضى من الليل والنهار وكم بقى فإنه غير داخل في النهى
قال العلماء من صدَّق هذه الطوالع واعتقد أنها تضر وتنفع بدون إذن الله أو أن غير الله يعلم الغيب فهو كافر ومن آمن بأنها ظنية ولم يعتقد أنها تضر وتنفع فهو مؤمن عاص ينقص ذلك من حسناته
وفى ذلك يقول الحديث الذي رواه الطبراني من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد برئ مما أُنزل على محمد ومن أتاه غير مصدق له لم تُقبل له صلاه أربعين ليلة
والمداومة على قراءه هذه الطوالع قد تجر إلى أنها اطلاع حقيقي على الغيب الخاص بالله تعالى وهو حرام اهـ من فتاوى الأزهر
وراجع الفتوى رقم 33856 وفيها بيان أن أبراج الحظ من الكهانة
والله أعلم
حكم النظر في الأبراج
السؤال
هل كلام الأبراج حرام نأخذ بها؟
الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد
فالاستدلال بالأبراج لمعرفة شيء خفي لا يمكن أن يُدركه الإنسان هو من دَعْوَى علم الغيب وهو منَ الكهانة فالغيب مما استأثر الله بعلمه فلا يجوز للإنسان أن يستدل بالأبراج على أمور غيبية على معرفة صفات الإنسان الأساسية أو معرفة سعادته أو ما يؤول إليه أمره أو ما يحصل عليه في المستقبل أو ما يحصل لأولاده وأهله كل هذا مِنِ ادعاء علم الغيب وادعاءُ علم الغيب منازعة لله سبحانه وتعالى في إلهيته قال تعالى {قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ} [النمل 65] وَقَالَ سُبْحَانَهُ {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان 34] وقال تعالى {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ} [الأنعام 59]
وَقَدْ حَذَّرَ النَّبِيُّ صل الله عليه وسلم مِنَ التصديق والركون لهذه الوسائل الكاذبة فقال "من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد" (رواه أبو داود وابن ماجه وغيرهما) وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوم يكتبون أبا جاد وينظرون في النجوم يعني يستدلون به على دعوى علم الغيب والخفي قال "ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق" (رواه عبد الرزاق في المصنف) وروي عن عمر رضي الله عنه وأرضاه أنه قال "تعلموا من النجوم ما تعرفون به القبلة والطريق ثم أمسكوا" (رواه حرب الكرماني)
قال الحافظ ابن حجر "والمنهي عنه من علم النجوم ما يدعيه أهلُها من معرفة الحوادث الآتية في مستقبل الزمن كمجيء المطر وهبوب الريح وتغير الأسعار ونحو ذلك ويزعمون أنهم يدركون ذلك بسير الكواكب واقترانها وافتراقها وظهورها في بعض الأزمان وهذا علم استأثر الله به لا يعلمه أحدٌ غيره فأما ما يدرك من طريق المشاهدة من علم النجوم والذي يعرف به الزوال وجهة القبلة وكم مضى من الليل والنهار وكم بقى فإنه غير داخل في النهي
وعليه فلا يجوز الأخذ بكلام الأبراج ولا قراءه هذه الطوالع ويخشى على من يُصَدِّقُ بها أن يقع والعياذ باللهفي الكفر لظنه أنه بمقدور أحد علم الغيب
ولتعلم رعاك اللهأنه في بعض الأحيان قد يَصْدُقُ كلام الأبراج ويكون هذا الأمر فتنة وامتحانًا وليس دليلاً على صدقهم ولا على إبطال الشرع؛ فإن الدجال الأكبر يقول للسماء أمطري فتمطر وللأرض أنبتي فتنبت وللخربة أخرجي كنوزك فتخرج كنوزها تتبعه ويقتل رجلاً ثم يمشي بين شِقَّيهِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ قُمْ فيقوم ومع هذا فهو دجال ملعون كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية وقال يكون لأحدهم القرينُ من الشياطين يخبره بكثير من المغيبات بما يستَرِقُه من السمع وكانوا يخلطون الصدق بالكذب" فالواجب عدم التعلُّقِ بقول هؤلاء فَمَنْ تَعَلَّقَ بأقوالهم وَكَلَه الله إليهم وحَرَمَهُ من توفيقه وهدايته وقد ورد في ذلك الوعيدُ الشديدُ قال صل الله عليه وسلم "مَنْ أَتَى كاهِنًا أوْ عرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بما أَنْزِلَ على مُحَمَّدٍ" (رواه أحمد)
والله أعلم

إرسال تعليق

يجب التعليق في إطار الإحترام والأدب لايجوز السب نهائيا أو التعدي علي اي شخص بسبب دين أو عرق أو أي شيئ يقلل من شأن الزائرين والأعضاء ...

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))

أحدث أقدم

نموذج الاتصال