ماهي سدرة المنتهي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

ماهي سدرة المنتهي

ماهي سدرة المنتهي
سدرة المنتهى هي شجرة سدر عظيمة تقع في الجنة ( السماء السابعة ) 
وجذورها في ( السماء السادسة )  بها من الحسن ما لا يستطيع بشر ان يصفه كما قال الرسول محمد صل الله علية وآله وسلم ) وعندها الجنة كما جاء في القرآن الكريم في سورة النجم ( عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى 15 )
ذكرت سدرة المنتهى في القرآن
﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ١٣ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ١٤ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ١٥ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ١٦ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ١٧ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ١٨ [ النجم:13–18 ]

﴿ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ١٦ [ سبأ:16 ]

﴿ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ٢٨[ الواقعة:28 ]
وفي الحديث تحدث إيضا عن سدرة المنتهي 
لمَّا أُسرِيَ برسولِ اللهِ صل الله علية وآله وسلم ) انتَهى به إلى سِدْرةِ المُنتَهى وهي في السَّماءِ السَّابِعةِ  إليها يَنتَهي ما يُعرَجُ به مِن الأرضِ فيُقبَضُ منها وإليها يَنتَهي ما يُهبَطُ به مِن فَوقِها فيُقبَضُ منها
{إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [ النجم: 16 ] قال فَراشٌ مِن ذَهَبٍ قال 
فأُعطِيَ رسولُ اللهِ صل الله علية وآله وسلم ) ثلاثًا الصَّلَواتِ الخَمسَ وخَواتيمَ سورةِ البَقَرةِ وغُفِرَ لمَن لا يُشرِكُ باللهِ شَيئًا مِن أُمَّتِه المُقحِماتِ
الراوي :- عبدالله بن مسعود  أخرجه مسلم ( 173 ) بلفظ " السماء السادسة "
سبب التسمية
قال القرطبي :-  واختلف لِمَ سُميت سِدرة المنتهى على أقوال تسعة

الأول :-  عن ابن مسعود أنه ينتهي إليها كل ما يهبط من فوقها ويصعد من تحتها
الثاني :-  أنه ينتهي علم الأنبياء إليها ويعزب علمهم عما وراءها قاله ابن عباس
الثالث :- أن الأعمال تنتهي إليها وتُقبض منها قاله الضحاك
الرابع :- لانتهاء الملائكة والأنبياء إليها ووقوفهم عندها قاله كعب
الخامس :- سميت سدرة المنتهى لأنه ينتهي إليها أرواح الشهداء قاله الربيع بن أنس
السادس :- لأنه تنتهي إليها أرواح المؤمنين قاله قتادة
السابع :- لأنه ينتهي إليها كل من كان على سنة محمد صل الله علية وآله وسلم ) ومنهاجه قاله علي والربيع بن أنس أيضا
الثامن :- هي شجرة على رؤوس حملة العرش إليها ينتهي علم الخلائق قاله كعب أيضا
التاسع :- سميت بذلك لأن من رفع إليها فقد انتهى في الكرامة وهذا قول القرطبي
مكان سدرة المنتهى وما بعدها
 تباينت أقوال العلماء في تحديد مكان سدرة المنتهى وذلك بسبب تنوع روايات الصحابة ( رضوان الله عليهم ) في نقل حديث الإسراء والمعراج وتلخّصت أقوالهم كما يأتي أنّ سدرة المنتهى تقع في السماء السادسة مستدلين برواية الصحابي مالك بن الصعصعة أنّ سدرة المنتهى تقع في السماء السابعة وهذه رواية أنس بن مالك أنّ سدرة المنتهى تقع فيما بعد السماء السابعة وهذه رواية عبد الله بن مسعود وقد جمع العلماء بين الأقوال السابقة ورجّحوا بينها فقد نُقل عن الإمام النّووي أنّه رجّح أن تكون سدرة المنتهى أصلها في السماء السادسة وتمتدُّ فروعها وغصونها إلى السماء السابعة وما بعدها وهذا هو الرأي الأقرب للمنطق والصواب والله أعلم
كانت رِحلَةُ الإسراءِ والمِعراجِ مِنَ المُعجِزاتِ التي أيَّدَ بها اللهُ عزَّ وجلَّ نَبيَّه مُحمَّدًا صل الله علية وآله وسلم ) وكانت في العامِ العاشِرِ من البَعثةِ وقد أُسريَ بالنَّبيِّ صل الله علية وآله وسلم ) منَ المَسجِدِ الحرامِ في مكَّةَ إلى بيتِ المَقدسِ في فِلَسطينَ ثُمَّ أكرَمَه اللهُ وأصعَدَه مع جِبريلَ إلى السَّمواتِ العُلى حتَّى أراه الجَنَّةَ وأراه من آياتِه الكُبرى
وفي هذا الحديث يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنه ) أنَّه لمَّا أُسريَ برَسولِ اللهِ صل الله علية وآله وسلم ) وذَهَبَ جِبريلُ بالنَّبيِّ صل الله علية وآله وسلم ) وصَعِدَ به إلى السَّمَاء ثُمَّ كانت نِهايةُ ما وَصَلَ إليه النَّبيُّ صل الله علية وآله وسلم ) عندَ سِدرةِ المُنتَهى وهي شَجرَةٌ عَظيمةٌ عِندَها يَنتهي عِلمُ الخلائقِ وما بَعدَها لا يَعلَمُه إلَّا اللهُ سُبحانَه وهي في السَّمَاءِ السَّادسَةِ ويَصعَدُ إليها ما جاءَ مِنَ الأرضِ من أعمالِ النَّاسِ وغيرِ ذلك وعندها يَهبِطُ ما أمَرَ اللهُ به فيُؤخَذُ من عِندِها ويَنفُذُ حيثُ أمَرَ اللهُ وحاصِلُ المَعنى أنَّ سِدرةَ المُنتهى غايةٌ لوُصولِ ما يَنزِلُ من فوقِها حتَّى يُقبَضَ منها وغايةٌ لصُعودِ ما يُصعَدُ به من تحتِها فقد تَبيَّنَ من هذا سببُ تَسميتِها بهذا الاسمِ وفي روايةٍ عندَ مُسلِمٍ « فما أحدٌ من خلقِ اللهِ يَستطيعُ أنْ يَنعتَها من حُسنِها » وفي روايةٍ عندَ أحمدَ نحوُه لكن قالَ « تَحوَّلتْ ياقوتًا أو زُمرُّدًا »
وقد ثبَتَ في الصَّحيحَينِ من حديثِ أنسٍ عنِ النَّبيِّ صل الله علية وآله وسلم ) أنَّ سِدرةَ المُنتَهى كانت بعدَ السَّمَاءِ السَّابِعةِ ورجَحَ ذلك لأنَّ رُواتِه أكثَرُ فمَن رَوَى أنَّها في السَّادِسةِ وَهِمَ في ذلك ويُمكِنُ أن يُجمَعَ بينهما فيَكُونَ أصلُها في السَّادِسةِ ومُعظَمُها في السَّابِعةِ
ثُمَّ قالَ ابنُ مسعودٍ في قولِه تَعالَى {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [النجم: 16] قالَ « فَرَاشٌ من ذهَبٍ »
 أي أحاطَ بالسِّدرَةِ وغطَّاها فَرَاشاتٌ مِنَ الذَّهَبِ
 أو إنَّ الفَراشَ أحالَ بينَ النَّبيِّ صل الله علية وآله وسلم ) وبينَ الشَّجرَةِ
وأخبَرَ ابنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صل الله علية وآله وسلم ) عند بُلوغِه سِدرَةَ المُنتهى أُعطيَ ثلاثةَ أمورٍ أوَّلُها أنَّه فُرِضَت عليه الصَّلواتُ الخَمسُ وكانت خَمسينَ وخفَّفَها اللهُ تَعالَى إلى خَمسٍ في العَمَلِ وجَعَلَها خَمسينَ في الأجرِ والأمرُ الثَّاني أنَّه أُعطيَ خَواتيمَ سُورةِ البقَرَةِ أي أواخِرَ آياتِها 
وهذا بَيانٌ لفضلِها وثَبَتَ عنِ النَّبيِّ صل الله علية وآله وسلم ) أيضًا أنَّ خَواتيمَ البقرَةِ قد نَزَلت 
والنَّبيُّ صل الله علية وآله وسلم ) في الأرضِ ففي صَحيحِ مُسلمٍ عن ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما « بيْنَما جِبريلُ قاعِدٌ عندَ النَّبِيِّ صل الله علية وآله وسلم ) سَمِعَ نَقيضًا من فوقِه فرَفَعَ رأْسَه فقالَ هذا بابٌ مِنَ السَّماءِ فُتِحَ اليومَ لم يُفْتَحْ قطُّ إلَّا اليومَ فنزَلَ منه مَلَكٌ فقالَ هذا مَلَكٌ نزَل إلى الأرْضِ لم يَنزِلْ قطُّ إلَّا اليومَ فسَلَّمَ وقالَ يا مُحَمَّدُ صل الله علية وآله وسلم ) أَبشِرْ بنُورَينِ أُوتيتَهما لم يُؤتَهما نَبيٌّ فاتحةِ الكِتابِ وخَواتيمِ سُورةِ البَقرةِ لنْ تَقرَأَ حرْفًا مِنها إلَّا أُوتيتَه » وكأنَّ المُرادَ بأنَّه أُعطيَ أنَّه قرَّرَ له إعطاءَه إيَّاها في رحلةِ المِعراجِ وأنَّها ستَنزِلُ عليه وإلَّا فالآيَتانِ مَدنيَّتانِ
والأمرُ الثَّالِثُ أنَّ اللهَ سُبحانَه يَغفرُ المُقحِماتِ لمَن يَموتُ من أمَّتِه صل الله علية وآله وسلم ) مُوحِّدًا لله عزَّ وجلَّ ولم يُشرِك به شيئًا والمُقحِماتُ هي الذُّنوبُ العِظامُ الكبائرُ التي تُهلِكُ أصحابَها وتُورِدُهمُ النَّارَ وتُقحِمُهم إيَّاها وقد ثبَتَ منَ الأدلَّةِ أنَّ مَن ماتَ وقدِ ارتكَبَ بعضَ كبائرِ الذُّنوبِ دُونَ التَّوبةِ منها فإنَّه يُحاسَبُ عليها ولكِنَّه لا يُخَلَّدُ بها في النَّارِ بخلافِ المُشرِكينَ فليسَ المُرادُ أنَّه لا يُعذَّبُ أصلً وقيل المُرادُ بالأمَّةِ هنا بعضُهم فيَغفِرُ اللهُ تَعالَى لبعضِ الأمَّةِ جَميعَ ذُنوبِهم صغائرِها وكبائرِها ما عدا الشِّركَ لقولِه عزَّ وجلَّ { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] فمَن ماتَ دونَ تَوبةٍ منَ الكبائرِ فهو واقعٌ تحتَ المَشيئةِ إمَّا أن يُعذِّبَه اللهُ بها وإمَّا أن يَغفِرَها له
وفي الحديثِ بيانُ وصفِ سِدرةِ المُنتهى
وفيه بيانُ ما أكرَمَ اللهُ تَعالَى به نبيَّه مُحمَّدًا صل الله علية وآله وسلم )
وفيه بيانُ فضلِ الصَّلوات الخمسِ حيثُ فُرِضت في المَحلِّ الأعلى خِلافَ سائرِ الفَرائضِ
وفيه بيانُ ما أكرَمَ اللهُ تَعالَى به هذه الأمَّةَ

❤❤ شارك لو عجبك المقال ❤❤

إرسال تعليق

يجب التعليق في إطار الإحترام والأدب لايجوز السب نهائيا أو التعدي علي اي شخص بسبب دين أو عرق أو أي شيئ يقلل من شأن الزائرين والأعضاء ...

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))

أحدث أقدم

نموذج الاتصال