بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
السلطان محمد الفاتح
فاتح القسطنطينية
وباني مجد الدولة العثمانية
في سجلّات التاريخ الإسلامي والعالمي قلّما تجد شخصية جمعت بين العبقرية العسكرية والسياسة الحكيمة والالتزام الديني مثل السلطان محمد الثاني بن مراد الثاني المعروف بلقب " محمد الفاتح " رجلٌ غيّر مسار التاريخ عندما فتح القسطنطينية المدينة التي استعصت على الفاتحين قرونًا طويلة فاستحق أن يُخلّد اسمه في ذاكرة الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء
نسبه ونشأته
وُلد السلطان محمد الفاتح يوم 30 مارس 1432م في مدينة أدرنة عاصمة الدولة العثمانية آنذاك هو ابن السلطان مراد الثاني وقد نشأ نشأة علمية ودينية صارمة تتلمذ على يد علماء أجلاء مثل الشيخ آق شمس الدين الذي زرع فيه حب الجهاد والفتوحات كما تعلم الفقه والحديث واللغات مثل اليونانية والعربية واللاتينية والفارسية
توليه الحكم
تولى الحكم لأول مرة وهو لم يتجاوز سن 12 عامًا بعد اعتزال والده لكن سرعان ما أعيد مراد الثاني إلى العرش بسبب التهديدات الخارجية وبعد وفاة والده عام ( 1451م ) عاد محمد ليتولى الحكم وهو في سن 19 عامًا فقط ومنذ اللحظة الأولى أظهر نضجًا وحزمًا وحنكة تفوق سنّه
الفتح الأعظم فتح القسطنطينية ( 1453م )
التخطيط الاستراتيجي
بدأ الفاتح بخطة مدروسة لحصار القسطنطينية، وقطع إمداداتها البحرية
صناعة المدافع العملاقة
استعان بالمهندس المجري "أوربان" لصناعة مدفع ضخم قادر على تدمير أسوار المدينة
نقل السفن عبر اليابسة في حركة عبقرية أمر بنقل 70 سفينة حربية فوق ألواح خشبية مدهونة بالشحم حول القرن الذهبي لتفادي السلاسل البحرية
لحظة النصر
استمر الحصار 53 يومًا.
في ( فجر يوم الثلاثاء 29 مايو 1453م ) اندفعت الجيوش العثمانية داخل المدينة من عدة محاور وتمكنوا من السيطرة على القسطنطينية
دخل محمد المدينة بخشوع وتوجه إلى كنيسة آيا صوفيا حيث صلى فيها ركعتين شكرًا لله وأمر بتحويلها إلى مسجد
بذلك انتهت الإمبراطورية البيزنطية التي استمرت أكثر من ألف سنة وأصبحت القسطنطينية عاصمة الدولة العثمانية تحت اسم إسلامبول
أبرز إنجازاته بعد الفتح
1. تحصين الدولة العثمانية
أعاد تنظيم الجيش
أنشأ أسطولًا بحريًا قويًا.
أنشأ جهاز استخبارات
2. فتوحاته الواسعة
في أوروبا
فتح بلاد الصرب البوسنة ألبانيا والعديد من مدن المجر
أخضع إمارة ترانسلفانيا
في آسيا
أنهى حكم إمارات الأناضول المستقلة
ضمّ إمارة القرمان
3. التسامح الديني وتنظيم الأقليات
سمح للمسيحيين واليهود بممارسة عباداتهم
أنشأ نظام “الملة” الذي ينظم شؤون الطوائف المختلفة
4. الاهتمام بالعلم والعلماء
أسس المدارس والمراكز العلمية
جلب العلماء والفنانين إلى القسطنطينية
كان راعيًا للفلسفة والعلوم والطب
5. الإصلاح الإداري
أعاد تنظيم النظام القضائي
سنّ قوانين جديدة لضبط العلاقة بين السلطان والولاة والجيش
وفاته
في عام 1481م جهّز السلطان محمد الفاتح جيشًا كبيرًا لحملة ضخمة لم يُفصح عن وجهتها يُقال إنها كانت متجهة إلى إيطاليا لفتح روما لكنه توفي بشكل مفاجئ في 3 مايو 1481م عن عمر ناهز 49 عامًا يُعتقد أنه مات مسمومًا وربما من أقرب المقربين إليه
إرثه ومكانته
يُعدّ محمد الفاتح من أعظم سلاطين المسلمين
لُقّب " بقيصر الرومة" بعد فتح القسطنطينية
مدحه المؤرخون المسلمون والغربيون على حدّ سواء لقّبه المؤرخ الغربي "فرانسيس جيبون" بأحد أعظم العباقرة العسكريين في التاريخ "
---
خاتمة
السلطان محمد الفاتح لم يكن مجرد قائد فتح مدينة بل كان قائدًا أمّة ومهندسًا لحضارة وبانيًا لإمبراطورية امتدّت لقرون جمع بين الإيمان والعقل بين السيف والقلم فاستحق أن يُخلّد اسمه في صفحات المجد إلى يومنا هذا
❤❤ شارك لو عجبك المقال ❤❤
الأقسام
هل تعلم